الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن
.إعراب الآيات (27- 28): {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28)}.الإعراب: (يأيّها... بيوتا) مثل يأيّها.. خطوات، (غير) نعت ل (بيوتا) منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (تستأنسوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (على أهلها) متعلّق ب (تسلّموا).. والمصدر المؤوّل (أن تستأنسوا...) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تدخلوا). (لكم) متعلّق ب (خير)، (تذكّرون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين. جملة: (يأيّها الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (لا تدخلوا...) لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (تستأنسوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: (تسلّموا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تستأنسوا. وجملة: (ذلكم خير...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: (لعلّكم تذكّرون) لا محلّ لها تعليل لمقدّر أي أنزل عليكم هذا لعلّكم.. وجملة: (تذكّرون) في محلّ رفع خبر لعلّ. 28- الفاء عاطفة (تجدوا) مضارع مجزوم فعل الشرط، (فيها) متعلّق ب (تجدوا)، الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (حتّى) مثل الأول (لكم) نائب الفاعل للمبني للمجهول (يؤذن)، (لكم) الثاني متعلّق ب (قيل)، الفاء الثانية رابطة لجواب الشرط الثاني (لكم) الثالث متعلّق ب (أزكى)، والمصدر المؤوّل (أن يؤذن لكم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تدخلوها). وجملة: (لم تجدوا...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: (لا تدخلوها...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: (يؤذن لكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: (قيل لكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لم تجدوا. وجملة: (ارجعوا...) في محلّ رفع نائب الفاعل ل (قيل). وجملة: (ارجعوا) الثانية في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: (هو أزكى لكم) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (اللّه.. عليم) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (تعملون...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.. (بما) متعلّق ب (عليم). البلاغة: الكناية: في قوله تعالى: (حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا). (تستأنسوا) فيه وجهان: أحدهما: أنه من الاستئناس الظاهر الذي هو خلاف الاستيحاش، لأن الذي يطرق باب غيره لا يدري أيؤذن له أم لا؟ فهو كالمستوحش من خفاء الحال عليه، فإذا أذن له استأنس، فالمعنى حتى يؤذن لكم، كقوله: (لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ). هذا من باب الكناية والإرداف، لأن هذا النوع من الاستئناس يردف الإذن، فوضع موضع الإذن والثاني: أن يكون الاستئناس الذي هو الاستعلام والاستكشاف، والمعنى حتى تستعلموا وتستكشفوا الحال هل يراد دخولكم أم لا. الفوائد: - أسباب النزول: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول اللّه، إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد، لا والد ولا ولد، فيأتي الأب ويدخل علي، وإنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي، وأنا على تلك الحال، فنزلت هذه الآية. فقال أبو بكر: يا رسول اللّه، أفرأيت الخانات والمساكن في طريق الشام، ليس فيها ساكن، فأنزل اللّه: ليس عليكم جناح الآية.. والبيوت التي استثناها اللّه، فهي غير المسكونة نحو الفنادق، وحوانيت البياعين، والمنازل المبنية للنزول، وإيواء المتاع فيها، واتقاء الحر والبرد كبيوت التجار وحوانيتهم في الأسواق، التي يدخلها الناس للبيع أو الشراء. .إعراب الآية رقم (29): {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ (29)}.الإعراب: (عليكم) متعلّق بمحذوف خبر ليس، و(جناح) اسم ليس مرفوع (فيها) متعلّق بخبر للمبتدأ (متاع) (لكم) متعلّق بمحذوف نعت لمتاع. والمصدر المؤوّل (أن تدخلوا...) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي في أن تدخلوا.. متعلّق ب (جناح). (ما) حرف مصدريّ في الموضعين، الواو عاطفة. والمصدر المؤوّل (ما تبدون...) في محلّ نصب مفعول به، والمصدر (ما تكتمون) في محلّ نصب معطوف عليه. جملة: (ليس عليكم جناح...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (تدخلوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن). وجملة: (فيها متاع...) في محلّ نصب نعت ثان ل (بيوتا). وجملة: (اللّه يعلم...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يعلم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه). وجملة: (تبدون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما). وجملة: (تكتمون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني. الصرف: (مسكونة)، مؤنّث مسكون، اسم مفعول من الثلاثيّ سكن، وزنه مفعولة. .إعراب الآيات (30- 31): {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)}.الإعراب: (للمؤمنين) متعلّق ب (قل)، (يغضّوا) مضارع مجزوم جواب الطلب، ومفعول قل مقدّر، أي: قل لهم غضّوا أبصاركم (من أبصارهم) متعلّق ب (غضّوا)، الواو عاطفة (لهم) متعلّق ب (أزكى)، (ما) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (ما يصنعون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (خبير). جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يغضّوا من أبصارهم) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تقل لهم غضّوا يغضوا.. وجملة: (يحفظوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يغضّوا. وجملة: (ذلك أزكى...) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (إنّ اللّه.. خبير) لا محلّ لها تعليل آخر. وجملة: (يصنعون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما). 31- الواو عاطفة (للمؤمنات) متعلّق ب (قل)، (يغضضن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم جواب الطلب والنون ضمير فاعل (من أبصارهنّ) متعلّق ب (يغضضن)، و(هنّ) ضمير متّصل مضاف إليه (يحفظن) مثل يغضضن ومعطوف عليه بالواو، وكذلك الفعل المنفيّ (يبدين) معطوف على (يحفظن أو يغضضن)، (إلّا) أداة استثناء (ما) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء، أو بدل من زينتهنّ (منها) متعلّق ب (ظهر)، الواو عاطفة اللام لام الأمر (يضربن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم باللام (بخمرهنّ) متعلّق ب (يضربن) بتضمينه معنى يلقين (على جيوبهنّ) متعلّق ب (يضربن)، الواو عاطفة (لا يبدين زينتهنّ) مثل الأولى (إلّا) للاستثناء (لبعولتهنّ) بدل من المستثنى المقدّر بإعادة الجارّ أي: لا يبدين زينتهنّ لأحد من الناس إلّا لبعولتهنّ (أو) حرف عطف في المواضع الأحد عشر، والأسماء بعدها معطوفة على بعولتهنّ مجرورة أو في محلّ جرّ (ما) اسم موصول والعائد محذوف أي ملكته (غير) نعت للتابعين مجرور (من الرجال) متعلّق بحال من التابعين- أو من أولي الإربة- (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت للطفل (على عورات) متعلّق ب (يظهروا)، الواو عاطفة (لا يضربن) مثل لا يبدين (بأرجلهنّ) متعلّق ب (يضربن)، اللام لام التعليل (يعلم) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (من زينتهنّ) متعلّق بحال من العائد المحذوف. والمصدر المؤوّل (أن يعلم...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يضربن). الواو استئنافيّة (إلى اللّه) متعلّق ب (توبوا)، (جميعا) حال منصوبة من فاعل توبوا (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (المؤمنون) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا، وعلامة الرفع الواو. وجملة: (قل) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة قل الأولى. وجملة: (يغضضن...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء، أي: إن تقل لهن اغضضن من أبصاركنّ يغضضن. وجملة: (يحفظن...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يغضضن. وجملة: (لا يبدين...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يغضضن أو يحفظن. وجملة: (ظهر منها...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: (يضربن...) في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر. وجملة: (لا يبدين) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يبدين الأولى. وجملة: (ملكت أيمانهنّ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. وجملة: (لم يظهروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (لا يضربن...) في محلّ نصب معطوفة على جملة يضربن.. وجملة: (يعلم ما يخفين...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: (يخفين...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة: (توبوا...) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (أيّها المؤمنون...) لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: (لعلّكم تفلحون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: (تفلحون) في محلّ رفع خبر لعلّ. الصرف: (31) خمرهنّ: جمع خمار وهو غطاء الرأس للمرأة، اسم ذات وزنه فعال بكسر الفاء، والجمع فعل بضمتين. (جيوبهنّ)، جمع جيب اسم لطوق القميص، وأستعير هنا لمحلّه وهو العنق وزنه فعل بفتح فسكون والجمع فعول بضمّ الفاء، وقيل بكسرها أيضا. (الإربة)، اسم للحاجة من أرب إلى الشيء أي احتاج من باب فرح، وزنه فعلة بكسر فسكون. (عورات)، جمع عورة، اسم لما يجب أن يستر عند الرجال والنساء، وزنه فعلة بفتح فسكون، وكان القياس في الجمع أن تفتح الواو ولكنّها سكّنت استثقالا في تحريك حرف العلّة. البلاغة: 1- من الأسرار التي تدق على الأفهام، دخول من الجارة على غض الأبصار، دون الفروج، في قوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) والسر في ذلك أن أمر النظر واسع، قال الزمخشري بهذا الصدد: (ألا ترى أن المحارم لا بأس بالنظر إلى شعورهن وصدورهن وثديهنّ وأعضائهن وسوقهن وأقدامهن، وكذلك الجواري المستعرضات للبيع. وأما أمر الفروج فمضيق). 2- التقديم: في الآية الكريمة، حيث قدم غض الأبصار على حفظ الفروج، وذلك لأن النظر بريد الزنى ورائد الفجور، والبلوى فيه أشدّ وأكثر، ولا يكاد يقدر على الاحتراس منه. 3- المبالغة: في قوله تعالى: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها) ذكر الزينة، دون مواقعها، للمبالغة في الأمر بالتستر، لأن هذه الزين واقعة على مواضع من الجسد، لا يحل النظر إليها إلا لمن استثني في الآية. الفوائد: 1- عفة المؤمن: عن عقبة بن عامر رضي اللّه عنه، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت (الحمو) قال: (الحمو الموت). رواه البخاري ومسلم. ثم قال: ومعنى كراهيته الدخول على النساء، على نحو ما روي عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان). والحمو هو أبو الزوج، ومن أدلى به، كالأخ والعم وابن العم ونحوهم، وأبو المرأة ومن أدلى به. وقيل هو قريب الزوج فقط، وقيل قريب الزوجة فقط. قال أبو عبيد: فإذا كان هذا في رواية أبي الزوج، وهو محرم، فكيف بالغريب ومعنى (الحمو الموت) أي الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر، لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه. 2- أيها المؤمنون: مرّ معنا أن المعرف بأل يتوصّل إلى ندائه ب (أي)، وتلحق بها الهاء علامة للمذكر، والتاء والهاء علامة للمؤنث. وحول ذلك شروح يرجع إليها في مواطنها. |